تعليممعرفة

دراسة إحصائية: التعليم في المدارس هو الأفضل

التعليم في المدارس هو الأفضل: تركت جائحة كورونا الكثير من الآثار في حياة البشر في معظم دول العالم، حيث وجدت الأسر نفسها مضطرة للاعتماد على التعليم عن بعد، مع العديد من التحدّيات، منها:

  1. الحاجة الماسّة لتوفير مقوّمات هذا التعليم من أجهزة حاسوب وخدمات الإنترنت.
  2. متابعة الأهل الحثيثة لعمليّة التعليم وأداء الواجبات والامتحانات.
  3. الوجود القسريّ المستمرّ للأطفال في المنزل بعيدًا عن أجواء المدرسة وأصدقاء الصفّ.
  4. البيئة الطبيعيّة التي يُفترَض أن يوجدوا فيها للتعلّم وبناء شخصيّة متوازنة علميًّا واجتماعيًّا.

ونعرض في هذا المقال نتائج دراسة إحصائيّة أُجريت خلال العام الدراسيّ 2021-2022 على أعضاء الهيئة التعليميّة والإداريّة في مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردنّ، وعلى عيّنة من أهالي الطلّاب، تستطلع آراءهم حول تجربتهم في عمليّة التعليم عن بعد، وأيّ نمط من التعليم يفضّلون لأبنائهم.

هدف الدراسة

هدفت الدراسة لاستطلاع آراء أولياء أمور الطلّاب حول خبراتهم في التعليم عن بعد، والطريقة التي يفضّلونها لتلقّي الطلّاب تعليمهم في العام الدراسيّ القادم. وكانت هناك ثلاثة سيناريوهات:

  1. – التعليم المباشر في المدرسة.
  2. – التعليم عن بعد.
  3. – التعليم المُدمَج، ويكون بالدمج بين نوعي التعليم السابقين.

كيفيّة إجراء الدراسة ومدّتها الزمنيّة

اعتمدت الدراسة على استبيان خاصّ مستند إلى العديد من الدراسات العلميّة التي أُجريت في هذا المجال، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة عمل مدارس البطريركيّة اللاتينيّة، والاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة التي تميّز المجتمع الأردنيّ، وتم توزيع الاستبيان من خلال برامج الإنترنت.

نمط التعليم إلى المتوسط الحسابي التعليمي
نمط التعليم إلى المتوسط الحسابي التعليمي

يشير الجدول في الأعلى إلى المتوسّط العامّ لاختيارات الأفراد نمط التعليم المفضّل في المدرسة.

وقد أظهرت النتائج أنّ نمط التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة كان هو النمط الذي أيّده أغلبيّة الأفراد.

وجاء نمط التعليم المدمج في المرتبة الثانية كنمط مفضّل للتعليم.

بينما جاء التعليم عن بعد في المركز الثالث ليكون الأقلّ تفضيلًا بين المشاركين.

مناقشة نتائج الدراسة

بشكل عامّ، كان نمط التعليم المباشر هو النمط الأكثر قبولًا وتأييدًا لدى جميع المشاركين في الدراسة، وهذه النتيجة يمكن فهمها وقبولها في ظلّ غياب الخبرات السابقة في التعلّم عن بعد، والحاجة الماسّة إلى توفير مقوّماته، وهي:

  1. الكلفة الماليّة المرتفعة، لما يتطلّبه من توفير أجهزة الحاسوب أو أجهزة الحاسوب اللوحيّة (Tablets)، والاشتراك بخدمات الإنترنت.
  2. ضرورة متابعة الأهل المستمرّة لعمليّة التعليم وأداء الطلّاب للواجبات والامتحانات، ما أدّى إلى الحاجة إلى وجود قسريّ مستمرّ للأطفال داخل المنزل، وابتعادهم عن أجواء المدرسة وأصدقاء الصفّ.

توصيات الدراسة

رغم التأكيد على أهميّة مراعاة الاشتراطات الصحّيّة، مثل التباعد الاجتماعيّ وارتداء الكمامات والاهتمام بأدقّ تفاصيل النظافة الشخصيّة، فإنّنا نرى أنّه لا بدّ في المرحلة القادمة من مراعاة ما يلي:

  1. العمل على تهيئة الطلّاب من الناحية النفسيّة والأكاديميّة لاحتمال العودة إلى التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة.
  2. العمل على تعويض الطلّاب عن الفاقد التعليميّ.
  3. مساعدة الطلّاب على الانتقال من الممارسات غير التربويّة المرتبطة بالتعليم عن بعد, والانتقال إلى ممارسات تربويّة لائقة يُستخدَم فيها الإنترنت مصدرًا عامًّا للمعرفة ويمارس فيها الطالب دور الباحث الناقد. بينما يمارس المعلّم دور الموجّه والمتابع.
  4. البناء على خبرات الطالب، وذلك بتعزيز استقلاليّته بالاعتماد على نفسه في حلّ الواجبات وتأدية الامتحانات. والاهتمام بتفاصيل حياته اليوميّة، وإضافة مسؤوليّات جديدة عليه تتناسب مع عمره، مثل تنظيف غرفته. والاهتمام بإخوته، والمساعدة في أعمال المنزل.
  5. تفعيل علاقة المشاركة بين المدرسة والأهل للتخلّص من الآثار الاجتماعيّة السلبيّة للإغلاقات الزمنيّة الطويلة. وإخراج الطلّاب من عزلة العالم الافتراضيّ في الإنترنت نحو عالم اجتماعيّ حقيقيّ، وذلك بتكثيف النشاطات اللامنهجيّة، والمشاركة في الأندية الرياضيّة، والزيارات العائليّة والمناسبات الاجتماعيّة، والأعمال التطوعيّة.

وإعادة بناء العلاقة الصحّيّة بين الطالب والمعلّم، والعلاقة البيتيّة بين الطالب والمدرسة، والعلاقة الأخويّة بين الطلّاب أنفسهم.

 

دقيقة – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى