أخباردولي

إعلان النتائج الأولية لانتخابات تركيا .. هل يتزحزح أردوغان؟

انتهت عملية التصويت في تركيا يوم الأحد، حيث شهدت صناديق الاقتراع إقبالًا كبيرًا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات الحاسمة ستكون أكبر تحد يواجه الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان خلال عقدين من حكمه.

 

وبحسب البيانات الأولية التي نشرت فجر اليوم الإثنين، بلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التركية 88.75% في الداخل و 51.92% من خارج البلاد.

 

كما كشفت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في تركيا، وذلك حتى الساعة 01:00 فجر الإثنين، بتوقيت إسطنبول، عن تقدم المرشح والرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، وذلك بنسبة 49.52% من إجمالي الأصوات.

 

بينما بلغت نسبة منافس أردوغان الأول، كمال كليجدار أوغلو، نحو 44.76% من عدد الأصوات. كما حصل كل من محرم إنجه، الذي انسحب من الانتخابات على 0.44%، وسنان أوغان على 5.28% فقط من الأصوات.

وستقرر نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ليس فقط من سيقود تركيا، وإنما ستحدد أيضاً أسلوب حكمها، والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد، وسط أزمة غلاء محتدمة فضلاً عن شكل سياستها الخارجية.

 

وفتحت مراكز الاقتراع في جميع أنحاء تركيا أبوابها صباح الأحد، لإجراء الانتخابات يتنافس عليها 3 مرشحين هم الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان. وزعيم المعارضة وحزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، وسنان أوغان.

 

إغلاق صناديق الاقتراع

وأدلى الأتراك بأصواتهم لانتخاب رئيسهم الثالث عشر، وكذلك أعضاء البرلمان المؤلف من 600 مقعد. وينقسم مؤيدو أردوغان بين من سيصوت له اقتناعاً برؤيته، وبين من سيقترع له لغياب بديل مقنع.

 

وإلى ذلك، صوّت نحو مليون و800 ألف تركي في الخارج، وسيتم عد أصواتهم مع بقية الأصوات بعد إغلاق صناديق الاقتراع يوم الإثنين.

 

اقرأ أيضاً:

 

تأمين الانتخابات

وتظهر استطلاعات الرأي تقدماً طفيفاً لكمال كليتشدار أوغلو، منافس أردوغان الرئيسي الذي يقود تحالفاً من 6 أحزاب معارضة. وحقق المرشح ثالث هو سنان أوغان بعض التقدم.

 

وسجل 64 مليون ناخب سيختارون أعضاء برلمانهم أيضاً في جميع أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة. ويشهد تقليدياً إقبالاً على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد على 80%.

 

وأظهر استطلاعان، الجمعة، أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50% اللازم لتحقيق فوز صريح. وما لم يتمكن أحدهما من الحصول على أكثر من 50% من الأصوات اليوم فستُجرى جولة إعادة في 28 مايو (أيار).

 

وبدوره، قال وزير الداخلية التركي إن نحو 601 ألف فرد أمن يشاركون في تأمين الانتخابات.

 

عضو في الناتو

وتجري الانتخابات وسط متابعة دقيقة من الخارج لما قد يشكل “ربيعاً تركياً”، إذ إن هذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتمتع بموقع فريد بين أوروبا والشرق الأوسط وهو لاعب دبلوماسي رئيسي.

 

ومن المتوقع صدور التقديرات الرسمية الأولى بعد 4 ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع.

 

ويقول أردوغان، السياسي المخضرم البالغ من العمر 69 عاما الذي فاز بالعديد من الانتخابات في السابق، إنه يحترم الديمقراطية وينفي أي نزوع للحكم السلطوي.

 

وفي مؤشر على أن أردوغان لا يزال يتمتع بقدر من الشعبية، قال محمد عاكف كهرمان الذي أدلى بصوته في إسطنبول أيضاً إن الرئيس ما زال يمثل المستقبل حتى بعد عشرين عاما في السلطة. وأضاف “ستكون تركيا دولة رائدة عالمياً”.

 

وتباينت أراء الناخبين في أنحاء البلاد بين مؤيد ومعارض لأردوغان، الشخصية المثيرة للانقسام الذي يأمل في تمديد ولايته كأطول رؤساء تركيا حكماً في تاريخها الحديث الممتد منذ 100 عام.

 

وتجري الانتخابات بعد 3 أشهر من زلازل مدمرة ضربت جنوب شرق البلاد وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص. وقد عبر كثيرون في الأقاليم المتضررة عن غضبهم من البطء الذي اتسم به تعامل الحكومة مع الكارثة في بدايتها، إلا أنه لا يوجد دليل يذكر على أن الكارثة أثرت على اتجاهات تصويت الناخبين.

 

حشود منتظرة

وصافح أروغان مسؤولي الانتخابات لدى إدلائه بصوته في إسطنبول وتحدث مع مراسل لمحطة تلفزيونية في مركز الاقتراع. وقال “نسأل الله مستقبلاً أفضل لبلادنا وأمتنا والديمقراطية التركية”.

 

وأدلى كليتشدار أوغلو (74 عاما) بصوته في أنقرة وعلت وجهه ابتسامة وسط تصفيق الحشود المنتظرة لدى خروجه من مركز الاقتراع.

 

وقال لوسائل الإعلام “أعبر عن حبي العميق واحترامي لكل المواطنين الذين يذهبون إلى صندوق الاقتراع ويدلون بأصواتهم. جميعنا نفتقد الديمقراطية كثيراً”.

 

وسيكون السباق في الانتخابات البرلمانية متقارباً بين تحالف الشعب، المكون من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي التوجهات الإسلامية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية القومي وغيرهما، وبين تحالف الأمة بقيادة كليتشدار أوغلو المؤلف من 6 أحزاب معارضة من بينها حزبه الشعب الجمهوري العلماني الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك.

 

وتراقب الانتخابات بعثة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقالت إنها ستصدر بيانا بملاحظاتها الأولية يوم الإثنين.

 

التغيير أو الاستمرار

كما أن أردوغان خطيب مفوه ومخضرم في قيادة الحملات‭‭‭ ‬‬‬الانتخابية والفوز بها، وقد بذل قصارى جهده خلال حملته الانتخابية. ويحظى الرجل بولاء مطلق من الأتراك المتدينين الذين كانوا يشعرون في الماضي بأن تركيا العلمانية سلبتهم حقوقهم. وسبق أن تغلب أردوغان على محاولة انقلاب في 2016 واجتاز العديد من فضائح الفساد.

 

ولكن إذا أطاح الأتراك بأردوغان فسيكون هذا إلى حد كبير نتيجة شعورهم بتبدل أوضاعهم الاقتصادية. وتراجع قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل تضخم تجاوز 85 بالمئة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وانهيار الليرة.

 

 

دقيقة – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى