اتجاهاتاقتصادمقالات

لماذا يتجه العالم إلى شراء الذهب؟

 

 

“الذهب يعد بمنزلة وسيلة للشراء في ظل الخوف”. (وارن بافيت).

وبالنظر إلى الوقت الحالي الذي تتزايد فيه المخاوف حيال ركود اقتصادي، وذلك نتيجة لزيادة معدلات التضخم وتداعيات جائحة كوفيد – 19.

 

مما أثار مخاوف المستثمرين بسبب حالة عدم اليقين، فقد ارتفعت الصادرات السويسرية من الذهب إلى كل من الصين وتركيا وسنغافورة وتايلند إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات خلال عام 2022، إذ عزز انخفاض الأسعار الطلب من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وآسيا.

 

وتسبب ارتفاع معدلات الفائدة في قيام العديد من المستثمرين في أوروبا وأمريكا الشمالية ببيع الذهب خلال العام الماضي، مما أدى إلى توافر كميات كبيرة من المعدن الأصفر ودفع الأسعار للانخفاض.

 

ويحفز عدم الاستقرار الاقتصادي الطلب على الذهب، والذي يراه الكثيرون استثماراً آمناً، وخاصة في تركيا. حيث تشهد البلاد ارتفاعاً قوياً للتضخم.

 

وتعتبر سويسرا أكبر مركز في العالم لتكرير الذهب وعبوره، إذ تستورد البلاد السبائك من المناجم ومراكز التخزين حول العام لتجهيزها وإعادة تصديرها.

 

من ناحية أخرى تجاوز إنتاج التنين الأحمر من الذهب 372 ألف طن في عام 2022. بزيادة قدرها 43065 طنا، أي بنسبة نمو 13.09% على أساس سنوي.

 

 

اقرأ أيضا:

 

وأظهرت بيانات صادرة عن الجمعية الصينية للذهب أن إجمالي استهلاك الذهب في الصين سجل 100174 طناً خلال العام الماضي. بانخفاض نسبته 10.63% عن العام الأسبق.

 

كما يتوقع الخبراء والمحللون الاقتصاديون أن أرقام الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة “تثير التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيرفع معدلات الفائدة لفترة أطول على الرغم من أن التضخم بدأ يبدو أكثر اعتدالاً مما يضغط على الذهب.

 

ويترقب المستثمرون اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي. الذي سيستمر على مدى يومين ويتوقعون زيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

 

وتتوقع البنوك العالمية مثل “سيتي بنك” أن يشهد النصف الثاني من العام الحالي أثراً إيجابياً على سعر الذهب مدعوماً بتوقعات إبطاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الزيادات على سعر الفائدة وصولاً لاحتمالات البدء في تخفيضها عن المعدلات الحالية.

 

نهاية الحرب!

 

أما “غولدمان ساكس” فقد رفع توقعات سعر الذهب إلى 2500 دولار، مستنداً في ذلك إلى 3 عوامل. أولها ارتفاع أسعار السلع جراء الحرب الروسية والتي تؤثر على معدلات النمو في البلدان المتقدمة، ويزيد المخاوف بشأن التضخم.

 

أما العامل الثاني، حيث إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، تمنع روسيا من بيع احتياطاتها من الذهب. وبالتالي انخفاض كمية المعروض مقابل زيادة الطلب.

 

وأخيراً، فإن الطلب المتزايد من قبل القطاع الخاص في آسيا بسبب الانتعاش الاقتصادي. وسط قلة الخيارات الاستثمارية يدفع أسعار الذهب للارتفاع.

 

المحللون في “دويتشه بنك” توقعوا تراوح سعر أوقية الذهب ما بين 1800 و1900 دولار بنهاية العام 2023.

 

في المقابل، توقع “البنك الدولي” استمرار الارتفاع في أسعار الفائدة في البنوك الأمريكية. وبالتزامن مع أسعار الفائدة المرتفعة ستنخفض أسعار الذهب إلى 1700 دولار بحلول نهاية العام الحالي.

 

فيما توقع المحللون في وكالة “فيتش” أن تنخفض أسعار الذهب إلى 1600 دولار.

 

 

 

حمد عبدالغفور محمود مدوه – الأنباء الكويتية

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى