أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس الجمعة، أن جيش الاحتلال يستعد للانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من العدوان المستمر على قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، بينما اعتبرت أن رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، لديه “خطة منظمة” لإنهاء الحرب
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن المرحلة الثالثة من الحرب، التي يستعد لها الجيش في الأسابيع المقبلة، تتضمن إنهاء المناورات البرية.
ونقلت الهيئة، عن مصادر لم تذكرها، أن “الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال بغزة خلال الأسابيع المقبلة، وفقاً للإنجازات العملياتية”، بحسب وصفها.
تفاصيل المرحلة الثالثة
وبحسب المصادر “تشمل المرحلة الثالثة إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة”.
وذكرت القناة الـ11 الإسرائيلية أن المرحلة الثالثة ستشمل أيضا “تقليص عدد القوات وتشكيل منطقة عازلة والاستمرار في هجمات مركزة” في غزة، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يستعد لتسريح آلاف جنود الاحتياط قريباً.
وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش “سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة، فيما يواجه صعوبات كبيرة بالمضي قدماً في منطقة جنوب القطاع”.
اقرأ أيضا:
- مجلس الأمن يؤجل التصويت بشأن غزة.. والاحتلال يكتشف “أنفاق مهمة”
- إسرائيل تتوسل الوسطاء التوصل لهدنة في غزة.. مقابل الإفراج عن الأسرى
لا تقدم ملحوظ
بدورها، قالت صحيفة هآرتس الإسرئيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصبح بالفعل في خضم الانتشار “للمرحلة الثالثة”، على عكس ما يعلنه صناع القرار، مؤكدة أن مراكز القيادة المختلفة تستعد “لتغيير كبير” في يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأضافت أن هذه التغييرات مرتبطة بإعادة انتشار مئات آلاف جنود الاحتياط، بسبب العبء على الاقتصاد والجنود وعائلاتهم.
وأشارت إلى أن الجدول الزمني مرن وذلك لاعتبارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية، منوهة إلى أن الوضع على الأرض في غزة “لا يتقدم بالوتيرة التي نسمعها في الخطاب السياسي”.
انسحاب القوات
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت الخميس، بأن جيش الاحتلال قرر سحب لواء غولاني من غزة بعد 70 يوماً من القتال، تكبد فيها “خسائر كبيرة”.
كما ذكرت مصادر إسرائيلية أخرى أن جنود اللواء غادروا غزة “لإعادة تنظيم صفوفهم والتقاط أنفاسهم.. وزيارة أهاليهم لبضعة أيام”. وتلا قرار سحب لواء غولاني من غزة إخراج قوات المظليين والمدرعات أيضا من القطاع.
إسرائيل تتوسل الوسطاء التوصل لهدنة في غزة.. مقابل الإفراج عن الأسرى
“خطة” يحيى السنوار
وفي سياق آخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، لديه “خطة منظمة” لإنهاء الحرب المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأوضحت الهيئة، نقلاً عن مصدر مطلع، أن الخطة “تتضمن انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي كجزء من اتفاق وقف طويل لإطلاق النار، والاحتفاظ بجزء من الأسرى الإسرائيليين، كورقة مساومة للمستقبل”.
كما زعم المصدر أن السنوار “يعمل على افتراض أن الهدنة الأولى لم تأتِ بنتائج مرضية لصالح حماس.. ولذلك فهو يصر على انسحاب إسرائيلي من الأحياء المحتلة في غزة، ووقف طويل لإطلاق النار”.
مطالب السنوار
وأشار إلى أن مطالب السنوار، في إطار الخطة المذكورة، “أكثر بكثير مما تعرضه إسرائيل على حماس”.
وقال المصدر إن “السنوار، يعتقد أن انسحاب القوات البرية للجيش الإسرائيلي من المدن في شمال وجنوب قطاع غزة. سيحقق استعادة جزئية لقدرته على القيادة والسيطرة على المناطق التي تحتلها بالفعل إسرائيل”.
وتابع المصدر “الإسرائيليون يفسرون الواقع بشكل معاكس، أما السنوار، فليس منفصلاً عن الواقع”.
الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين
وفيما يتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، قال المصدر إن “الحركة، تنوي الاحتفاظ بجزء كبير من الأسرى كورقة مساومة في المراحل المقبلة أيضا. تحسباً إلى عودة إسرائيل للمناورات البرية بعد وقف إطلاق نار محتمل آخر”.
ووفق المصدر، فإن الدول التي تتوسط في المفاوضات مع حماس تعتقد أن الحرب “تقترب من مراحلها النهائية”. ورغم ذلك فإن الحركة “تستعد أيضا لاحتمال استمرار الحرب لفترة طويلة”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية وخاصة، عن اتفاق هدنة محتمل. قد يتم إبرامه قريباً بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، يشمل الإفراج عن أسرى من الطرفين برعاية قطرية مصرية.
وشددت حماس خلال الفترة الماضية، على رفضها أي مفاوضات لتبادل أسرى دون وقف كامل لإطلاق النار. بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في أكثر من مناسبة، أن الحرب على غزة “لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها”.
