
بعد ربع قرن على وفاته تصدر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات المصرية في الفترة الأخيرة اسم الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، بعد هجوم كبير شنه عليه إعلاميين ومثقفين مصريين بسبب آراء وفتاوي قد قالها في فترة حياته.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً كبيراً بين المؤيدين والمعارضين لفكر الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي دفع عائلته بالتقدم بشكوى رسمية للنائب العام تجاه أشخاص قد أساؤوا للشيخ ونالوا من حرمة الميت.
بداية القصة
الهجوم على الشعراوي
ومن جانبه، فقد هاجم أيضاً الناقد الفني طارق الشناوي الأفكار التي صدرها الإمام محمد متولي الشعراوي. وقال أن هذه الأفكار مثل التي صدرها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان.
وأما الإعلامي والكاتب إبراهيم عيسى، فركب الموجة هو الآخر، وكان من الهاجمين لتجسيد شخصية الشيخ بشدة، ووصفه بأنه “داعش ومتطرف. وقد أهان المرأة وهو ضد الأقباط وليس وسطي كما يعتقد البعض”.
اقرأ أيضاً:
-
مجدداً .. ياسمين عز: “لما جوزك يقولك يا سيد، بيكون خايف عليكي”
- ما حقيقة استقالة الشيخ سعود الشريم من الحرم المكي؟
الردود على المهاجمين
الإمام الشعراوي ليس شخصيةً محلية، والإساءة إلى ذكراه رحمه الله، إساءة عابرة للحدود ومتخطية للحدود. لا ننتظر من وزيرة “ثقافة” القحط أن تكرّمه، فتكريم الكريم من شيم الكرام، لكنها ملزمة بإمساك لسانها عن الكبار، فالحارة ضيقة والحمار رفّاس، كما يقول إخواننا السوريون📌
— نزيه الأحدب (@NAlahdb) January 5, 2023
حقيقة الادعاءات
وفي الرد على المهاجمين الذين ادعو أن الشيخ كان ضد المسيحيين فقد نشرت قناة “الجزيرة مصر” عبر حسابها على تويتر. فيديو لبطريرك الكرازة المرقسية السابق البابا شنودة، وهو ينعى الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي بعد وفاته. معتبرًا أنه كان واعظًا محبوبًا ورمزًا متبحرًا في العلم.
من زمن فات | بطريرك الكرازة المرقسية السابق البابا شنودة ينعى الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي بعد وفاته معتبرًا أنه كان واعظًا محبوبًا ورمزًا متبحرًا في العلم pic.twitter.com/mmKXWEU7Uu
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) January 7, 2023
وفي الرد على من ادعو أن فكر الشعراوي هو نفس فكر الإخوان فقد كتب الإمام الشعراوي في مذكراته كيف أنه ابتعد عن الجماعة. بعد أن كان أحد أفرادها لما رأى أنهم يتحولون من الدعوة إلى السيطرة على الحكم. ودعا ابنه إلى الابتعاد أيضاً عن هذه الجماعة حيث كتب “يا بني أنت أخذت خير الإخوان .. فابتعد. وحجّم نفسك .. لأن المسألة انتقلت إلى مراكز قوى .. وإلى طموح في الحكم”.
حقيقة فرح الشعراوي بهزيمة 67
وفي الرد على من قالوا أن الشعراوي قد سجد عند هزيمة 1967 فإن هؤلاء الأشخاص قاموا باجتزاء هذه الكلمة من مقابلة طويلة يبين فيها الشيخ محمد الشعراوي أسبابه التي دفعته للسجود. حيث قال: “أما دوافع هذه السجدة الأولي فقد نُقدت ممن حضرها وأولهم ولدي.. كيف تسجد لله وهذا علامة الشكر من نكسة أصابتنا؟”.
وأضاف الشيخ الشعراوي: “قلت يا بني لن يتسع ظنك إلى ما بيني وبين ربي، لأنني فرحت أننا لم ننتصر، ونحن في أحضان الشيوعية، لأننا لو نُصرنا ونحن في أحضان الشيوعية لأُصبنا بفتنة في ديننا فربنا نزهنا”.
وفي الرد على من ادعو أن الشعراوي قد أهان المرأة فلقد انتصر الإمام الشعراوي في مواطن كثيرة للمرأة، ومن ضمنها تفسيره لهذه الآية: “الرجال قوامون على النساء”. حيث فسر معنى (قوَّام).
وجاء في تفسير الشعراوي، بأن “القوَّام هو المبالغ في القيام، وجاء الله هنا بالقيام الذي فيه تعب، إذن فلماذا يُأخذ قوله تعالى (قَوَّامُونَ عَلَى النسآء) على أنه كتم أنفاس؟ ولماذا لا تأخذها على أنه سعى في مصالحهن؟. فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء، وأن يقوم بأداء ما يصلح بالأمر. فمعنى (قوامون) أي مبالغين في القيام على أمور النساء فلا يصح أن تأخذ (قوام) على أنها السيطرة”.
محمد متولي الشعراوي
محمد متولي الشعراوي هو عالم ديني ورئيس الأوقاف المصري في حكم السادات، ويعتبر من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث.
وعمل الشعراوي على تفسير القرآن الكريم بطريقة وأسلوب بسيط وعامّي وجميل، فتجمعت حوله القلوب، وأحاطته بمشاعر الحب والتقدير. وكان إذا تكلّم شنَّف الآذان بحديثه العذب الرقراق، إنه صاحب الخواطر حول كتاب الله، وهذا ما جعله يصل بأسلوبه الجميل إلى أكبر شريحة من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي والعالمي، حتى لقبه البعض بإمام الدعاة.
دقيقة – عبد الرحمن حامد