وتعرض بايدن لانتقادات لاذعة أمس الثلاثاء، على قناة “فوكس نيوز” المحافظة، لأنه يتطلع “للاستمتاع بوقته. في حين أن الأمريكيين يواجهون عاصفة ثلجية أودت بحياة 50 شخصاً على الأقل”.
جائحة كورونا
وتوجه الرئيس إلى جزر فيرجن الأمريكية لإمضاء إجازة على الشاطئ في ختام سنة حافلة بالأحداث.
ومن الممكن أن تكون الأشهر الأخيرة عزّزت قناعة الرجل الذي بلغ عامه الثمانين مؤخراً في البقاء أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض.
فقد شهد النصف الأول من ولايته الرئاسية ذروة جائحة كورونا ثم اشتداد حدتها وانسحاباً مذلّاً من أفغانستان وتضخّماً بلغ أعلى مستوياته في 40 عاماً، فضلاً عن تداعيات محاولات سلفه دونالد ترامب قلب النظام الديموقراطي الأمريكي.
الغزو الروسي
وفي العام 2022، حد حزبه من الأضرار، حتى أنه كسب مقاعد في انتخابات منتصف الولاية قبل اعتماد قانون يحمي زواج المثليين في ديسمبر (كانون الأول). أما أسعار الوقود في المحطات، فهي عادت إلى مستوياتها العادية تقريباً بعدما شهدت ارتفاعاً شديداً.
وعلى الصعيد الدولي، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تشكل تحالف بقيادة الولايات المتحدة ما زال متماسك الأركان بعد أكثر من عشرة أشهر. وأخيراً في سياق المنافسة المحتدمة مع بكين، جدّدت واشنطن التزامها إزاء حلفائها الآسيويين.
وفي المقابل، يشهد الجمهوريون في الكونغرس نوعاً من التخبط في وقت يستعدون لاستعادة السيطرة على مجلس النواب في يناير (كانون الثاني) من جهة، ويواجه دونالد ترامب الذي ما زال الوجه الأبرز في الحزب مشاكل قضائية متعدّدة من جهة أخرى.
حصاد بايدن 2022
وليس من المستغرب إذن أن يحدو التفاؤل جو بايدن بحسب ما بان في مقال نُشر على موقع “ياهو” نيوز الإخباري قبيل عيد الميلاد.
وكتب الرئيس الأمريكي “في وقت نجمع حصاد العام 2022، ونتطلّع إلى ما ينتظرنا، لم أكن يوماً على هذا القدر الكبير من الثقة بما في وسع الشعب الأمريكي والاقتصاد الأمريكي إنجازه”.
وبحسب تاريخ الولايات المتحدة، يترشح عادة الرؤساء الأمريكيون لولاية ثانية ويكسبون الاستحقاق في أغلب الأحيان.
بينما ثلاثة رؤساء لا غير أكملوا ولايتهم ولم يترشحوا لأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض. أما ترامب، فهو من الرؤساء القلائل الذين لم تفلح محاولات إعادة انتخابهم.
عمر الرئيس بايدن
غير أن المقاربة تختلف عند أخذ سنّ جو بايدن في الحسبان.
فهو سيكون في الثانية والثمانين من العمر عند الترشّح لولاية ثانية، إن قام بذلك، وفي السادسة والثمانين عند انتهاء ولايته الثانية، أي أكثر بقرابة عشر سنوات من أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وهو رونالد ريغن الذي غادر البيت الأبيض في السابعة والسبعين من العمر.
ومسألة عمر سيد البيت الأبيض موضع جدل في أوساط المعلّقين السياسيين غالباً ما يكون محموماً.
وتظهر على الرئيس الثمانيني بعض الأعراض المصاحبة للتقدم في العمر، مثل انحسار كتلة شعره وقلة المرونة في المشي وبعض السقطات وزلّات لسان متعدّدة.
ثأر ترامب
وقبل سنة، خلص طبيب البيت الأبيض إلى أن بايدن “أهل” لتولّي مهامه. ومن المرتقب الكشف عما قريب عن خلاصات الفحص الطبّي السنوي الأخير.
ويصر جو بايدن من جهته على أن يقيم الأمريكيون أداءه بالاستناد إلى نتائجه، مؤكداً أن العمر مجرد رقم، “فانظروا إلى حالي”، كما يحلو له أن يقول.
ومن شأن قرار ترشحه لولاية ثانية أن يطلق العنان لمعركة ستلقي بظلالها على الفترة المتبقية من رئاسته. وهي قد تنتهي بثأر من ترامب الذي سبق له أن أعلن نيته الترشح لانتخابات 2024.
نزاعات داخلية
وفي حال قرر بايدن عدم الإقدام على هذه الخطوة. فستكون نائبته كامالا هاريس في موقع الصدارة. لكن ترشحها قد يثير نزاعات داخلية تهز الحزب الديموقراطي ويجلب لها الكثير من الخصوم.
فترة الأعياد
غير أن رئيس مكتبه رون كلاين قد سبق له أن أكد، أن الإعلان عن القرار هو مجرد مسألة وقت.