أخباردوليروسيا

الحرب في أوكرانيا… هذه شروط الحل الدبلوماسي

تدخل الحرب في أوكرانيا شهرها الحادي عشر، ولا يزال الأمل ضئيلاً في وقفها من خلال الحلول الدبلوماسية، كما تشير لذلك تصريحات مسؤولي الدولتين المتناقضة في رؤيتهم لوقف القتال.

ومع ذلك، يجمع الخبراء العسكريون على صعوبة حسم الحرب عن طريق الاستمرار بالقتال، في الوقت ذاته يتبارى الدبلوماسيون على طرح أفكار وسيناريوهات يمكن أن تؤدي لوضع نهاية للحرب.

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، والتي أسمتها روسيا عملية عسكرية خاصة، حددت موسكو أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، ونزع السلاح من أوكرانيا والقضاء على التوجهات “النازية” فيها.

وتقول موسكو إن الغرب لم يترك لها أي خيار سوى القيام بهذه العملية، وأنها ستكملها حتى النهاية، بغض النظر عن الوقت الذي ستستغرقه. لكنها أيضاً تعلن استعدادها لوقفها في حال قبلت أوكرانيا بالشروط الروسية ودخلت في علمية تفاوض معها، دون شروط مسبقة.

وفي الوقت ذاته، اتبعت واشنطن سياسة ثلاثية الأبعاد منذ بدء القتال تمثلت في تقديم دعم عسكري واسع لأوكرانيا، وفرض عقوبات على روسيا، ودعم وجودها العسكري في دول حلف الناتو المجاورة لأوكرانيا كبولندا ورومانيا.

وخلال الأيام الأخيرة، رفع الطرفان، الروسي والأوكراني، من سقف مطالبهما المعلنة لحل النزاع عسكريا، مما يوحي بأن “شهية” المفاوضات غير حقيقية، وهو ما يطلق العنان للمناورات والتكتيكات السياسية، في محاولة من أطراف الصراع لتحسين الموقف التفاوضي في المستقبل.

شروط موسكو

وتتمحور الشروط الروسية لوقف الحرب حول البنود الأساسية التالية: تعديل الدستور الأوكراني بحيث يتضمن نبذ الانضمام لأي تكتل عسكري. ووقف العمليات العسكرية والاعتراف بشبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا كأراض روسية.

وكذلك نزع كافة أنواع الأسلحة في أوكرانيا والقضاء على النزعات “النازية والقومية والشوفينية” فيها.

ويقول بعض المراقبين الروس، بحسب تقرير “قناة الجزيرة”، إن شروط الكرملين تملك في ثناياها حيثيات غير مذكورة بشكل مباشر لكنها تعزز من الشروط الأساسية، وتعطي هامشًا إضافيًّا للمناورة، للفريق الروسي المفاوض.

شروط واشنطن

ومن جهتها، تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في العلن، إن الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب بشكل نهائي. وإلى أن يغير الرئيس فلاديمير بوتين موقفه، فإن أفضل طريقة لتحسين آفاق السلام العادل والدائم، وتعزيز آفاق الدبلوماسية، هي الاستمرار في تقديم الدعم القوي لأوكرانيا.

ووافق الكونغرس قبل أيام على مساعدات عسكرية واقتصادية جديدة بقيمة 44.9 مليار دولار إضافية تضاف إلى 50 مليار دولار. أرسلتها الولايات المتحدة بالفعل هذا العام لمساعدة أوكرانيا.

وتكرر واشنطن ضرورة الانسحاب الروسي الكامل من كل الأراضي الأوكرانية. كما جاء على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي قبل أيام. حيث قال “لدينا نفس الأهداف: أوكرانيا حرة ومستقلة ومزدهرة وديمقراطية. مع التمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة. بما في ذلك ما يتعلق بالسلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال”.

إلا أن إطالة أمد الحرب أظهر تغيراً وارتباكاً في مواقف إدارة بايدن تجاه شروط وقف القتال وإنهاء الحرب.

إنهاء الحرب في أوكرانيا

وقبل أسابيع ذكر الجنرال مارك ميلي. رئيس هيئة الأركان المشتركة. أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الروسي الأوكراني وأن هناك حاجة إلى الدبلوماسية لإنهائه.

ويؤكد الموقف الرسمي للولايات المتحدة على أن أوكرانيا نفسها يجب أن تحدد شروط السلام وتقرر متى تكون مستعدة للحوار.

اقرأ أيضاً:

في حين كشف الرئيس بايدن أنه منفتح على الحوار مع الرئيس الروسي، بشرط أن يضع خططاً ملموسة لإنهاء عدوانه على أوكرانيا. إلا أن بايدن تعهد كذلك بمحاسبة روسيا على “الفظائع وجرائم الحرب” المرتكبة في أوكرانيا.

ويكرر كبار مسؤولي إدارة بايدن أن لأوكرانيا فقط حرية اتخاذ أي قرار فيما يتعلق بالحرب والسلام والتفاوض، إلا أن الواقع أكثر تعقيداً. لأن الجانب الأوكراني يعتمد بصورة شبة كاملة على العتاد والأسلحة والمساعدات والمعلومات الاستخباراتية الأمريكية.

كما يفكر المسؤولون الأمريكيون، وفق مراقبين، في الشكل الذي قد تبدو عليه شروط وقف القتال. بعيداً عما يقوله الرئيس بايدن من أن الأمر متروك للرئيس الأوكراني زيلينسكي “ليقرر كيف يريد أن تنتهي الحرب”. وهي مقولة تتجاهل حقيقة أنه دون الدعم الأمريكي لا يمكن للجيش الأوكراني الصمود في جبهات القتال. 

دقيقة – يوغياكارتا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى