اغتيال صالح العاروري.. هل يشعل لبنان والمنطقة؟!

 

 

تسيطر حالة من الترقب على لبنان والمنطقة، بعدما اغتال الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، صالح العاروري، واثنين من قادة كتائب القسام الجناح العسكري للحركة و4 آخرين من كوادرها، بغارة جوية استهدفت جنوبي العاصمة بيروت.

 

وبحسب محللين، فإن اغتيال قادة من حركة حماس في العمق اللبناني بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة والمواجهات في جنوب لبنان، يشكل تصعيداً غير مسبوق، وينذر بمواجهة كبرى قد تمتد على صعيد المنطقة بأكملها، بين “محور المقاومة” والاحتلال الإسرائيلي.

 

ومن جهته، قال المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، بحسب وكالة الأناضول، إن اغتيال العاروري عملية كبيرة وخطيرة جداً، تهدف لأخذ المنطقة نحو مواجهة كبرى. وأضاف أنه لا توجد معلومات حول طبيعة الرد على عملية الاغتيال حتى الآن. لكنه رجّح أن يكون هناك تصعيد في المواجهة على كل الجبهات.

 

 

مفترق طرق

أما مدير مركز “يبوس للدراسات” سليمان بشارات، اعتبر أن عملية الاغتيال تضع الصراع على مفترق طرق. أولها يتمثل في اتساع وامتداد الصراع ليشمل كل الساحات، واتساع رقعة المواجهة. بينما الثاني، بحسب بشارات، فإن هذا الاغتيال سيكون ثمناً للقبول الإسرائيلي بأثمان سياسية لحزب الله والمقاومة في غزة.

 

وعقب عملية الاغتيال، أصدر حزب الله بياناً نعى فيه العاروري ورفاقه، متوعداً بأن هذه الجريمة “لن تمر أبداً من ‏دون رد وعقاب”. واعتبر الحزب أن جريمة الاغتيال‏ اعتداء خطير على لبنان وشعبه.. وتطور خطير في مسار الحرب ‏بين إسرائيل ومحور المقاومة.

 

وأطلق حزب الله في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، 3 صواريخ مضادة للدبابات على الجليل الأعلى شمال إسرائيل. وقال في بيان إن مقاتليه استهدفوا مجموعة ‏من الجنود الإسرائيليين في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

 

اقرأ أيضا:

• الأمم المتحدة: إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في غزة
• فلسطين ترحب.. جنوب إفريقيا تقاضي إسرائيل أمام “العدل الدولية”

 

العمق اللبناني

بدوره، قال المحلل السياسي طوني بولس إن اغتيال العاروري يعتبر أعنف استهداف في العمق اللبناني منذ حرب 2006. مما يعني أن الاحتلال الإسرائيلي أسقط ما كان يعرف بقواعد الاشتباك. ولم يعد لديه خطوط حمراء تجاه مواجهة إيران في المنطقة، مما ينذر باستهدافات أكبر.

 

وأكد أن اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت وضع حزب الله أمام مفترق “خطير جداً”. فهو مضطر للرد لحفظ ماء وجهه، لكن بالوقت نفسه هناك إشكالية تكمن في أنه لا يملك ضوءاً أخضر إيرانياً. باعتبار أن إيران لم ترد بعد على مقتل القيادي بالحرس الثوري، وفق بولس.

 

رد حزب الله

وفي 28 أغسطس (آب) الماضي، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن “أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو إيرانياً أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات”.

 

وتأتي عملية الاغتيال في بيروت بوقت تشهد فيه حدود لبنان الجنوبية مواجهات وقصفاً يومياً بين حزب الله من جهة وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.

 

150 شهيداً فلسطينياً خلال 24 ساعة.. ومخاوف إسرائيلية من استمرار القتال في غزة

 

صالح العاروري

يذكر أن القيادي البارز في حماس، صالح العاروري، أمضى أكثر من 18 عاماً في السجون الإسرائيلية. وأبعد خارج فلسطين عندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010. حيث اختير عضواً بالمكتب السياسي لحركة حماس، ثم نائباً لرئيس مكتبها السياسي في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ومسؤولاً لحماس في الضفة.

 

 

 

دقيقة