اتجاهاتمقالات

الغرب وعسكرة أوكرانيا

 

 

أثبت فشل اجتماع وزراء الدفاع للتحالف الغربي الذي عقد قبل أيام في قاعدة “رامشتاين” الأمريكية في ألمانيا في الاتفاق حول إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، أن استراتيجية الخلافات هي القاعدة، وليست الاستثناء بين دول التحالف، وفق ما يقول الكثير من الخبراء والمحللين.

 

الغرب عموماً لا يتفق فقط على تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، وإنما يتسابق على إغراقها بالأسلحة، لكنه يختلف على كمية ونوعية هذه الأسلحة، وحتى على كيفية تقديمها.

 

إذ إن معظم هذه الأسلحة يحتاج الجيش الأوكراني إلى تدريب على كيفية استخدامها، لكن المشكلة تكمن في تسرب بعض هذه الخلافات إلى العلن.

 

كما هي حال ألمانيا التي اشترطت إرسال واشنطن دبابات “إبرامز” الأمريكية إلى أوكرانيا، لكي ترسل بدورها دبابات “ليوبارد 2” التي تحولت إلى دبابات مثالية من شأنها أن تقلب الموازين على أرض المعركة، وتمنح كييف النصر الذي ينتظره الغرب على موسكو.

 

لن يكون العراق معبراً إيرانياً إلى العرب

 

ليست ألمانيا وحدها من يتردد في إرسال تلك الدبابات، لأسباب داخلية وخارجية، يتعلق بعضها ببرنامجها لتحديث جيشها، وخشيتها من انتقام روسي مستقبلاً. بل هناك الكثير من عواصم الغرب المترددة، باستثناء بريطانيا المتحمسة دوماً.

 

 

وقد تعهدت بريطانيا بإرسال 14 دبابة من طراز “تشالنجر”، بينما أبدت بولندا وفنلندا استعدادهما لإرسال دبابات “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا. شريطة موافقة ألمانيا على السماح بإرسالها إلى دولة ثالثة وفق العقود الموقعة.

 

 

وفي إطار ممارسة الضغوط لم تتردد بولندا وفنلندا في الإعلان عن بدء تدريب قوات أوكرانية على استخدامها. ووفقاً لتقارير إخبارية، فإن هناك نحو 2000 دبابة ألمانية من طراز “ليوبارد 2” تملكها 14 دولة أوروبية.

 

بينما تمتلك ألمانيا منها أقل بكثير مما يحتاج إليه جيشها في خطة التحديث.

 

اقرأ أيضاً:

 

أما الرفض الأمريكي لإرسال دبابات “إبرامز” فيتعلق بكُلفتها العالية، وصيانتها التي تحتاج إلى أموال طائلة، كونها تمتلك تقنيات فنية عالية، بينما “ليوبارد 2” تستخدم الديزل، لكنها تمتاز بالدقة وخفة الحركة.

 

هذه المواصفات والمميزات ليست وحدها ما يمنع إرسال مثل هذه الدبابات إلى أوكرانيا. فهناك المخاوف من التصعيد الذي قد يدفع روسيا إلى توسيع نطاق الحرب، وربما إلى استخدام أسلحة أكثر خطورة.

 

وقد أجابت برلين نفسها رداً على الضغوط التي تتعرض لها، عندما قال وزير الدفاع الجديد بوريس بيستوريوس: “علينا التفكير بالنتائج التي قد تنجم عن إرسالها”.

 

في وقت تسعى واشنطن إلى تجنب التصعيد المباشر، والبحث عن وسائل أخرى لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا. ومنها المباحثات الجارية مع عدة دول في أمريكا الجنوبية والوسطى. لتزويدها بأسلحة غربية مقابل إرسالها أسلحة سوفييتية وروسية لديها إلى أوكرانيا.

 

لكن من الواضح أن التحالف الغربي فشل في المحافظة على موقف موحد، كما كان يرغب ويشتهي، على الرغم من جهود واشنطن لاحتواء الخلافات.

 

والاستمرار في نفس النهج وهو عسكرة أوكرانيا وإغراقها بالسلاح، على أمل الانتصار على روسيا من دون قتالها مباشرة. متجاهلين واقعية ما يقوله الكرملين، من أن “دولة نووية لا تخسر الحرب أبداً”.

 

 

 

يونس السيد – الخليج

المصدر
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى