ترجمةثقافةفن ومنوعات
أخر الأخبار

فيكتور هوجو يكتب شِعراً في مدح الإسلام

ولد فيكتور هوجو في بيسانسون في إقليم دوبس شرقي فرنسا في العام 1802

 

 

يوصف الأديب والشاعر الفرنسي الشهير، فيكتور هوجو، بأنه من أعظم الأدباء والشعراء في أوروبا، وقد ترجمت رواياته إلى العديد من اللغات الأخرى، وتعد رواية “البؤساء” من أشهر أعماله، ونظراً لمكانته الأدبية رفيعة الشأن لقب بـ “أمير الأدب الفرنسي”.

كما ولد فيكتور هوجو في بيسانسون في إقليم دوبس شرقي فرنسا في العام 1802، كما كان والده ضابطاً في جيش نابليون، درس الحقوق وتعلم الأدب اللاتيني.

وبدأ في كتابة القصائد الشعرية والمسرحيات العام 1816. أيضا في العام 1822 نشر أول ديوان شعري له بعنوان «أناشيد وقصائد متنوعة”. كما ونال عليه مكافأة من الملك الفرنسي لويس الثامن عشر.

أيضا استمر في كتابة النثر والشعر والدراما والمقالات السياسية حتى وفاته العام 1885، كما  اشتهر بالكتابة الرومانسية.

 

قصيدة مقتبسة من سورة الزلزلة

ومن أشهر القصائد التي كتبها فيكتور هوجو عن الإسلام، قصيدة سماها «آية من القرآن». أيضا هي مقتبسة من سورة الزلزلة، ويقول فيها:

سوف تزلزل الأرض زلزالاً شديداً… وسيقول الناس يومئذ مالها؟.

وسيخرج الناس من الظل ومن قلب الأرض أفواجاً… صفراً سيأتي الأموات ليروا أعمالهم.
ومن يعمل شراً في وزن النملة… سوف يرونه ولن يكون الله معهم.

ومن يعمل خيراً في وزن ذبابة…سوف يرونه ولن يؤثر الشيطان فيهم أبداً.

 

القصيدة التي كتبها  فيكتور هوجو بمدح الرسول (مدح الإسلام):

(فِي لَحْظَةِ التَّودِيعْ)

كأنَّما في لحظةِ التَّوديعِ

ضاءَتْ له الذِّكرى كما الشُّموعِ

لا يَنْهَرُ الناسَ مَهيبٌ يا لَها

مِن هيبةٍ تمزجُ بالخضوعِ

يمشي وإنْ حَيَّاهُ داعٍ رَدَّها

تحيةً ترْضِي هوَى السَّميعِ

وكلُّ يومٍ ينتهي يَؤُودُه

وعمرهُ مازالَ في الرَّبيعِ

مستذكرًا كيفَ رَعَى أغْنَامَهُ

مسْتمتعًا بنغمةِ القطيعِ

مسْتوقفًا دابَّتهُ كيْمَا يَرَى

ومعْجَبًا بالإبلِ الشُّروعِ

بَدا لهُ كأنَّما الماضي أتَى

من سالفِ الأزْمِنَةِ الهجوعِ

كأنَّما جِنانُ عدنٍ أُخْرِجَتْ

وعصرُ حُبٍّ رائعُ الرُّجوعِ

هامتُه كانتْ هناكَ في العُلى

وخَدُّهُ كالشَّمسِ في الطُّلوعِ

لوأنَّ ناسًا جالسوهُ قاضيًا

رأيتَهُ يُصْغي إلى الجميعِ

يُنْكرُ هذا ضاحِكًا على الذي

أثْبَتَهُ البادئُ بالموضوعِ

وحينمَا يَعِي الكلامَ هادئًا

يَشْرَعُ في حديثهِ المطبوعِ

دومًا تراهُ ذاكرًا وإنهُ

لَيَحْلُبُ الأغنامَ في النُّجوعِ

ويكتفِي من الغذاءِ بالذي

يجعَلُه يَقْوَى على الرُّجوعِ

وربَّما حجارةٌ يحزِمُها

ببطنهِ من وَخَزَاتِ الجوعِ

على الثَّرى يجلسُ والثيابُ قدْ

يَخِيطُها بخُلْقِهِ الرَّفيعِ

وفوقَ صومِ النَّاسِ كان صومُه

وَهْوَ لَيس ناهِضَ الضُّلوعِ

ثلاثةٌ من بعد سِتِّينَ انْقضَتْ

جاءَتْهُ حُمَّى الموتِ والتَّوديعِ

يُكرِّرُ القرآنَ مثلما انْتَهى

إليه مَحْفوظًا من اليُنْبُوعِ

يُسَلِّمُ اللواءَ للَّذي يَلِي

ناجاهُ: “خَفَّتْ آخرُ الشُّموعِ”

ارْفَعْ شِعارَ الله: لا شريكَ لهْ

وجَاهِدَنْ منْ دُونمَا خُضوعِ

وفوقَ جفنهِ الظِّلالُ شابَهَا

تَعْبُ عُقَابٍ في ثَرَى الصَّقيعِ

واضْطَرَّ هذا الطيرُ هِجْرَانَ الهَوَا

وكانَ رَبَّ الجَوِّ في الرُّبوعِ

أتى إلى المسجدِ في مِيقاتِهِ

يُسْنِدُهُ عَلِيُّ في الجُموعِ

والنَّاسُ يَتْبَعُونَ آثارَ الخُطى

والرَّايةُ الغَرَّاءُ في سُطوعِ

وهاهُنا -والوجْهُ منهُ شاحِبٌ

-مُلْتَفِتًا- يَنْصَحُ للجميعِ

: يا أيُّها النَّاسُ النَّهارُ يَنْطَفِي

ونحنُ نَنْسَاقُ إلى الصُّدوعِ

نحنُ الغبارُ والغُبارُ يَنْجَلي

نحنُ الدُّجى الفانِي معَ الطُّلوعِ

اللهُ وحدَه الكبيرُ مُسْتَوٍ

-جَلَّ- على كُرْسِيِّهِ الرَّفيعِ

هذا أنا الأمِيُّ من دونهِ، بلْ

دونَ ضِيَا في كَوْنِيَ الوَسِيعِ

وإنَّني من دونهِ لا وَزْنَ لي

كمَنْ يعيشُ في الثَّرى الوَضِيعِ

ناداهُ شيخٌ: يا إمامَ النَّاسِ، بلْ

يا قائدًا للأمَّةِ الرُّكوعِ

النَّاسُ حينَ اسْتَمَعُوا واسْتَأْنَسُوا

ثَابُوا إلى الإيمانِ بالدُّموعِ

وإنَّ في مِيلادِكَ الأسْنَى بَدا

نجمٌ أضَا بنُورهِ البديعِ

وانْتَثَرَتْ من قصرِ كِسرَى شُرَفٌ

كالباطلِ المُؤْذِنِ بالوقوعِ

وعادَ يَسْتَأْنِفُ: أَمْلاكُ السَّما

بعضٌ دَنا والبعضُ في طُلوعِ

ذي سَاعتي حَلَّتْ فأَصْغُوا: كلُّ مَنْ

أهَنْتُهُ أو ساءَهُ تَقْرِيعِي

أو رُبَّما ضَرَبْتُه، فها أنَا

يَقْتَصُّ من نفسي على صَنِيعِي

هذي عَجُوزٌ قُرْبَهُ نادتْ: لقدْ

سَعى لكَ الغوثُ منَ السَّميعِ

ومِثْلما الرَّائي رُؤَى حُزْنٍ سَهَا

وفجْأَةً يَحْتارُ كالمَفْزُوعِ:

وهكذا أنتمْ جميعًا، وأنَا

لفظُ الإلهِ الواضحِ المَسْموعِ

أنا رَمَادٌ مثلَ جسمٍ، وأنا

نارٌ كما النَّبِيِّ، نارُ رُوعِي

أنا تَمَامُ نَهْجِ عيسى، إنَّني

قوَّةُ ذاكَ اللِّينِ في اليَسُوعِ

اقرأ أيضا:

لو أنَّ عيسى جاءَ قبْلِي بالهُدى

فالفَجْرُ عنوانٌ على الطُّلوعِ

ومَريمُ العَذراءُ مَنْ جاءَتْ بهِ

تَحْلُمُ بالرَّيْحانِ والرَّبيعِ

أوصِي -وإنَّني الضَّعيفُ مثلما

لَيْمونةٍ حَالَتْ عنِ النُّصُوعِ

ورغمَ هذا الضُّعْفِ سِرْتُ لا أرَى

ذاكَ المَصيرَ الخَبْءَ كالمَزْرُوعِ

جِسمي وَهَى، لكِنَّني أَرْنُو إلى

درْبي بلا وَحْلٍ هنا فظِيعِ

ومَدَّ قائدُ الهُدى جناحَهُ

في هادِئ الأجْوَاءِ في الرُّبوعِ

قالَ: أنا الحَقلُ القَلِيلُ قِيمَةً

وثابِتٌ في موقفِ التَّرْوِيعِ

حينًا أكونُ ماشِيًا، وأرْتَقِي

حينًا إلى سَمَائِيَ الرَّفيعِ

أَمْزِجُ لِيني بالعُبوسِ مِثْلمَا

الصَّحْرَا بها ماءٌ ورملُ جوعِ

أمْضي وهلْ يا فِتيةَ الإيمانِ مِنْ

شيءٍ يرَى عنِ الرَّدَى مَنِيعِ؟

أمامَ جندِ النَّارِ فالْتَثَبَّتُوا

عندَ الصِّراطِ رَهْبَةَ الوقوعِ

أحِسُّ من رجلي الأصابعَ الْتَوَتْ

حِذَارَ ما أخشاهُ من ترويعِ

أنا كيعقوبٍ شَهَرْتُ في الدُّجى

ضَوْئي على أشْبَاحِهِ الرُّتوعِ

يا للجراحِ في الفُؤادِ جَمَّةً

من حاسدٍ جَاءَتْنِي أو خَدِيعِ

حارَبْتُهمْ بالصَّبرِ دونَ ثورةٍ

وإنَّني على الهدى المَشْروعِ

وفي خِضَمِّ الحربِ قلتُ: أتْرُكوا

عنكمْ، دَعوني دونَما دروعِ

فلْيَضْرِبوني مثلمَا شاءوا على

هذا الطَّريقِ الضَّيِّقِ المَقْطوعِ

ولْيَجْعَلوا الشَّمْسَ على شِمَالِهمْ

والبَدْرَ أيضًا لستُ بالجَزُوعِ

وها أنا من بعدِ أرْبَعينَ مِنْ

مَسِيرتِي لا بدَّ من رجوعِي

أمامِيَ اللهُ، ومن خَلْفِي الدّنَى

تَرَكْتُها رَيَّانَةَ الزُّرُوعِ

وأنتم، يا مَنْ تَبِعْتُمْ أثَرِي

في بَهْجَةِ الدُّنْيَا، وفي الدُّموعِ

مثلَ اليهودِ في اتِّباعِ لِيفِي كالـ

ـإِغْرِيقِ خلفَ إِغْمِي في قنُوعِ

لا بدَّ يأتي الفجرُ كيْ يَمْحُو الأَسى

إنْ هِيَ إلا فترة الهَزِيعِ

واسْتَيْقِنوا بِمَنْ هَدَى الأسودَ في

فِجَاجِ ذاكَ الجبلِ المَنِيعِ

هَدى النُّجومَ في غَيَاباتِ السَّما

والدّ0رَّ في البحرِ بِلاَ تَضْيِيعِ

فإنَّهُ أعْطَى السُّرورَ-ربَّما

للعبدِ في سَرَابهِ اللَّمُوعِ

فآمِنوا أحْيُوا اللَّيَالِي وَاجْهَدُوا

والْتَرْكَعُوا فيها معَ الرّكوعِ

ومَنْ تَعادَلتْ لهُ أعمالُهُ

يَبْقى عَلى الأعْرَافِ في ولوعِ

هم في جوارِ الطّهْرِ غبْرٌ بَينما

في قرْبِ هذا الجُرْمِ في سطُوعِ

اقرأ أيضا:

 

ولا أرى صَافٍ مِنَ الأخْطَا، فهلْ

من سَجْدَةٍ تنْجِيكَ بالخشوعِ؟

ولاَمِسوا التّرابَ إنَّ لامِسَ التُّـ

ــرابِ يَسْمُوا عن لَظَى التَّرْويعِ

وقَبِّلُوا أرضَ القَتَامِ تَنْجَلِي

سَماؤُكُم بلونِها البَديعِ

جودوا اسْتَقِيموا واطْهُروا فإنَّما

الجنَّاتُ للتَّائِبِ والمطِيعِ

بها ثمارٌ صافياتٌ أثْقَلَتْ

أشْجارَهَا العَظِيمَةَ الفرُوعِ

هذي الجيادُ المُذْهَبَاتُ حَلَّقَتْ

إلى السَّما سَرِيعَةَ الطُّلوعِ

والحورُ في أكْنَانِهَا سَاكِنَةٌ

في جوفِ درٍّ باهِرِ التَّرْصِيعِ

والنَّارُ حَظّ الفاشلينَ منكم

هذا جزاءُ الفَرْطِ والتَّضْيِيعِ

تهْدَى لهم أحذيةٌ منْ لَهَبٍ

تغْلِي الرُّؤوسَ بالأذَى الوَجِيعِ

وعادَ يَذْكرُ الجِنانَ فاتحًا

آفاقَهُمْ في الأمَلِ الطَّليعِي

وسارَ بالخُطَى وئيدًا قائلاً

لقد دَنَتْ مَواكبُ التَّشْيِيعِ

الموتُ عندَ البابِ، أينَ أخْتَفِي؟

ليسَ الرَّدَى بالوافدِ المَدْفُوعِ

تعَجَّلُوا وبَلِّغُوا عنِّي الذِي

يَعْرِفُنِي..وَاجْهَدُوا في التَّسْميعِ

ومَنْ أخذتُ منه شيئًا ها أنَا

يَقْتصُّ قبلَ ساعةِ التَّوديعِ

بينما يَسير في هدوئهِ

تَرَاجَعُوا للخَلْفِ للتَّوْسِيعِ

يغسلُ مِنْ لِحْيَتِهِ إذا انْتَهَى

للبِئْرِ من رَقْرَاقِها النَّقِيعِ

وقال: خيرٌ أنْ تَرُدُّوا دَيْنَكُمْ

قبلَ مَشِيبِ لِمَّةِ الرَّضِيعِ

وأعْيُنُ الناسِ-مِنِ اشْفَاقٍ- ترَى

كأعْيُنِ الحَمَائِمِ السّجوعِ

وربَّما من حزْنهمْ تَطَلَّعوا

إلى المُؤَيَّدِ النَّبِي الشَّفيعِ

كثيرُنَا بَقَوْا على الأرضِ إلى

فجْرٍ جديدٍ دونَما هجوعِ

وفي الصَّباحِ نادى يا صِدِّيقُ قمْ

صَلِّ بهم فقد وَهَتْ ضلوعِي

وبينمَا عائشةٌ منْ خَلْفِهِمْ

كان أبو بكرٍ مع الرُّكوعِ

وفي تمامِ كلِّ سورةٍ بَدَتْ

نَبْرَتُهُ تَضْعُفُ في خشوعِ

والناسُ في أحزانهمْ قد أَجْهَشوا

منَ البُكاءِ المُرِّ بالدُّموعِ

وقامَ عندَ البابِ مَلْكُ المَوتِ في

المساءِ يَرْنو للهدى المَتْبوعِ

وحينها أَضَا النَّبِيُّ مثلما

أضاءَ يومَ المولدِ البديعِ

قال له: اللهُ العظيمُ طالِبٌ

لقْيَاكَ عند عرشهِ المَرْفوعِ

قال: نَعَمْ. ورعْشَةٌ طافَتْ بهِ

في جسمهِ المُتْعَبِ والضُّلوعِ

وعندمَا أرْسَلَ نَفْسًا كان قد

ماتَ النَّبِيُّ رحمةُ الجميعِ

 

دقيقة – مريم عبد الوهاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى