اتجاهاتالإماراتالسعوديةتقارير

البيت الإبراهيمي .. تعزيز الحوار أم الصراع بين الأديان!

 

 

افتتحت دولة الإمارات ما يسمى “بالبيت الإبراهيمي” والذي يضم أماكن عبادة للديانات السماوية الثلاثة وهي اليهودية والإسلامية والمسيحية من مسجد وكنيس يهودي وكنيسة، وذلك بهدف “تعزيز الحوار بين الأديان” في الدولة.

 

ودشن كلاً من الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير “التسامح والتعايش” بيت “العائلة الإبراهيمية” في أبو ظبي، بوصفه مركزاً جديداً للحوار والتعلم.

 

وقال رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد في تغريدة عبر صحفته على تويتر: “إن بناء جسور التواصل والتعايش والتعاون بين الجميع نهج الإمارات الثابت في مسيرتها”.

 

وأضاف بن زايد: “بيت العائلة الإبراهيمية صرح للحوار الحضاري البناء ومنصة للتلاقي من أجل السلام والأخوة الإنسانية”.

 

 

وإثر ذلك، تباينت ردود الفعل في الواقع وعبر منصات التواصل الاجتماعي حول أمر البيت الإبراهيمي الذي افتتحته الإمارات في منتصف شهر فبراير (شباط) من العام الجاري.

 

ردود معارضة

أصدرت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية فتوى بخصوص الدعوة إلى توحيد الأديان وافتتاح البيت الإبراهيمي وخلصت هذه الفتوى إلى أنه “لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها”.

 

كما وأضافت دائرة الإفتاء في فتواها أنه “لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ”.

 

وتابعت: “كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة بناء مسجد وكنيسة ومعبد في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله”.

 

وفي السياق، نشر عُمانيون ضد التطبيع، عبر حسابهم على تويتر، مقطع فيديو لوزير الخارجية الكويتي وهو يجيب على سؤال سأله إياه المذيع عن الاتفاق الإبراهيمي.

 

 

 

اقرأ أيضاً:

 

 

البيت الإبراهيمي كفر

في حين قال حاتم الحويني عبر حسابه على تويتر: “لا يجتمع دين التوحيد أبدًا بالتَّثليث والتّلمود؛ فهذا كفر وردّة عن الإسلام. احذروا؛ فالقوم سيجتهدون في تحريف دينكم. مصاحفكم في صدوركم، فاجعلوها في صدور أبنائكم وعلّموهم التوحيد الخالص لله”.

 

وأضاف أن “البيت الابراهيمي كفر”، مشيراً إلى الآية القرآنية: “ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلما﴾.

 

 

كما وغرد حساب “عائش” عبر صفحته على تويتر بمقطع فيديو للشيخ عثمان الخميس يتحدث فيه عن أن “الدّعوة إلى البيت الإبراهيمي كفر ومن خطوات الشّيطان”

 

 

في حين غرد الدكتور مشاري المطرفي قائلاً: “علموا أولادكم العقيدة الصحيحة في اليهود والنصارى قبل أن يلوث عقولهم دعاة التسامح المكذوب. علموهم أن اليهود والنصارى كفار ودينهم منسوخ وكتبهم محرفة والجنة محرمة عليهم. ومن قال بغير هذا القول فهو مكذب للكتاب والسنة، والتكذيب بالكتاب والسنة كفر”.

 

 

ردود مؤيدة

وفي وقت سابق من عام 2020 قال شيخ الأزهر الشريف أ.د. أحمد الطيب في مناسبة إطلاق جائزة الأخوة الإنسانية: “أقدِّرُ باعتزازٍ حِرصَ دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتحدةِ على إقامةِ البيتِ الإبراهيميِّ كأولى المبادراتِ لتطبيقِ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ، واليوم، يسعدني أن أشارِككُم الإعلانَ عن واحدةٍ من أَهَمِّ الجوائزِ العالميَّةِ التي تمنَحُ سَنَويًّا في مجالِ العنايةِ بالأخوَّةِ الإنسانيَّةِ”.

 

 

كما وغرد حساب إسرائيل بالعربية عبر تويتر قائلاً: “تدشين كنيس موسى بن ميمون في البيت الإبراهيمي. الذي بادرت إلى إقامته دولة الإمارات في خطوة مرموقة تنال الثناء من كل صوب باعتبارها نبراساً. ومؤشراً للروح التي نتمنى لها أن تسود المنطقة برمتها. ونصب الحاخام دفيد روزن لفيفة المزوزا كما ألقى كلمة بالمناسبة”.

 

 

في حين نشر محمد تقي مقطع فيديو للدكتور خليفة الظاهري يقول فيه: “البيت الابراهيمي ليس ديناً جديداً كما يشاع عنه. فكل الأديان تمارس شعائرها بطريقة مستقلة”.

 

 

 

بينما غردت علياء عبر حسابها على تويتر قائلةً: “البيت الإبراهيمي لا يدعو لوحدة الأديان أيتها الأغنام الرّتع .. البيت الإبراهيمي يدعو لوقف الصراعات الدينية .. والتعايش فيما بيننا … حتى ننهض بأنفسنا وعروبتنا وديننا .. ونستقّر .. كفانا صراعاً وكراهية .. باسم الدين”.

 

 

ومن جهة أخرى، اعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، أن هذه المسألة الخلافية التي تبنتها الإمارات، هي ورغم أن ظاهرها الخير والتسامح، إلا أن باطنها هجوم على العقيدة، و”ابتداع غير محمود”. كما أشاروا إلى أن ذلك يزيد من الفجوة بين الإمارات ومحيطها العربي والإسلامي.

 

كما أن هذه الخطوة، ربما يكون لها تأثير مغاير لما تسوق له الإمارات. وتدفع ربما لتأجيج الصراع بين الأديان بابتداع ما ليس فيها، أو محاولة تحريفها.

 

ويبقى الرأي السديد في هذا الشأن، بعيداً عن مبررات الأكاديميين وشيوخ الدين الإماراتيين. هو ما ذكره مركز الإفتاء السعودي، من حكم الدين الإسلامي، بانحراف هذا التجمع المشين عن الحق. وبحرمية ما فعلته الإمارات، باعتبارها دولة إسلامية.

 

 

دقيقة – عبد الرحمن حامد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى