قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، إنه لا يمكن الحديث عن مستقبل قطاع غزة قبل وقف إطلاق النار. بينما ذكرت مصادر رسمية أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى أكثر من 23 ألفاً، إلى جانب أكثر من 59 ألف مصاب حتى اليوم الـ95 للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
وأضاف شكري في مؤتمر صحافي عقده مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور مصر حالياً، وذلك بمقر الوزارة شرقي القاهرة، حول مستقبل غزة و”اليوم التالي من وقف الحرب”، أنه: “لا بد من التركيز على وقف إطلاق النار.. لا يمكن أن نتحدث عن أمور قد يفهم منها قبول استمرار هذا الوضع من الأعمال العسكرية واستهداف المدنيين بالقطاع”.
وتابع: “حتى نستطيع تجاوز المرحلة الحالية والحديث عن المستقبل.. لا بد أن يتم إيقاف إطلاق النار حتى يكون هذا الحديث له معنى”، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
مستقبل غزة
ومنذ بدء موجة التصعيد الحالية في قطاع غزة، تحدث مسؤولون إسرائيليون برؤى مختلفة عن إدارة غزة في “مرحلة ما بعد حماس”. بينما ردت الحركة والسلطة الفلسطينية بأن “إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني خاص”.
وانتقد شكري الصمت الدولي على استهداف أطفال غزة والصحفيين بالقطاع. قائلاً: “إذا جرح طفل كان يجب أن يهب المجتمع الدولي لنصرته.. فما بالكم بـ 10 آلاف طفل فقدوا أرواحهم، والمزيد تحت الأنقاض؟”.
واعتبر وزير الخارجية المصري أن “المجتمع الدولي أيضا، يعجز عن المطالبة الصريحة بوقف إطلاق النار في غزة”.
استهداف الصحافيين
وأعرب عن “الألم لفقد المدنيين والصحفيين”، مضيفاً: “اعتدنا عندما يمس صحفي أن يهب المجتمع الدولي للانتقاد.. ولم نسمع للآن انتقاداً لما يحدث لهم في غزة”.
واستنكر شكري “منع دخول الصحافة والمسؤولين إلى قطاع غزة”. متسائلا: “لماذا هذا المنع وتعمد عدم دخول الصحافة والمسؤولين ليروا هذا الوضع المأساوي في غزة؟”.
وجدد الوزير المصري المطالبة بوقف إطلاق النار، مشدداً على “أهمية زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، ومنع التهجير”.
اقرأ أيضا:
- غالانت يلوّح بأن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة “طويلة”!
- قمة مصرية فلسطينية في القاهرة حول مستقبل غزة
استمرار الاحتلال
وأشار إلى أن المباحثات مع نظيرته الألمانية، تناولت “كيفية التعامل مع الأوضاع بشكل يحافظ على وحدة قطاع غزة والضفة الغربية”.
وأكد شكري أن “استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعد من الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار بالمنطقة”.
حصيلة الشهداء
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، “ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 23 ألفاً و210 والمصابين إلى 59 ألفا و167” في اليوم الـ95 للعدوان الإسرائيلي.
وأفادت الوزارة في بيان نشرته عبر منصة “تلغرام” بأن “الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة.. راح ضحيتها 126 شهيداً و241 إصابة، وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأفادت بـ”ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 23 ألفاً و210 شهداء و59 ألفا و167 إصابة”، منذ بداية الحرب.
تحت الركام
وذكرت أن “عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومساء الإثنين، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في تصريحات صحفية. البدء في “مرحلة جديدة” من الحرب بقطاع غزة، “أقل كثافة في القتال، تشمل قوات برية وهجمات جوية أقل”.
وأشار هاغاري إلى أن جيش الاحتلال “سيركز الآن على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع.. وخاصة حول مدن خان يونس ودير البلح”، على حد وصفه.
ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.