أخبارالسودانعربي

السودان: أكثر من 144 قتيلاً وآلاف الجرحى.. دون معلومات عن الهدنة

يبذل الوسطاء محاولات جادة لوقف إطلاق النار في الخرطوم بعد أربعة أيام من الاشتباكات الدامية، فيما بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية مع طرفي الصراع سبل وقف الاشتباك المسلح الذي أسفر عن 144 قتيلاً، وآلاف الجرحى من المدنيين.

وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، بثت قوات الدعم السريع لقطات فيديو لانتشار عناصرها داخل مطار الخرطوم وبسط سيطرتها على القصر الجمهوري، في حين أكد الجيش تأمين محيط المطار، ومقر القيادة العامة، معلناً في بيان العفو عمن يسلّم سلاحه من قوات الدعم السريع.

 

قوات انقلابية

كما بثت فيديو ثان لانتشار العشرات من عناصرها داخل القصر الجمهوري وهم يتجولون في ساحاته وتتحرك عرباتهم بكل سهولة ويسر بشكل يشير إلى بسط سيطرتهم التامة على الموقف .

من جهتها، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة مداهمة قواتها مقر الميليشيا المتمردة بشارع الغابة، وتحدثت قوات الدعم السريع عن إغلاق كل الطرق، مؤكدة أنه “لا مجال لهروب القوات الانقلابية”.

اقرأ أيضاً:

 

وقف اطلاق النار

ومنذ اندلاع القتال يوم السبت الماضي، ومحاولات رأب الصدع مستمرة، وفي وقت سابق من اليوم، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً مع قائدي الصراع في السوادن لبحث وقف إطلاق النار. وأبدت قيادة قوات الدعم السريع، موافقتها  على الهدنة المقترحة لمدة  24 ساعة من أجل فتح مسارات أمنة لعبور المدنيين وإجلاء الجرحى.

 

وقالت قوات الدعم السريع،”بناء على الاتصال المباشر مع أنتوني بلينكن وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل فتح مسارات أمنه لعبور المدنيين وإجلاء الجرحى نعلن من جانبنا الموافقة على الهدنة المقترحة لمدة 24 ساعة”.

 

وقالت :”ننتظر رداً من انتوني بلينكن لحسم خروقات الطرف الأخر” ، لكن الجيش السوداني نفى علمه بمبادرة وقف إطلاق النار.

دعم سريع

وأكد الجيش السوداني أنه لا علم له بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي بشأن تطبيق الهدنة. وقال، إن إعلان قوات الدعم السريع الدخول في هدنة يهدف للتغطية على هزيمته الساحقة، على حد تعبيره.

 

وإلى جانب الجهود الأمريكية لوقف الصراع في السوادن، يحاول المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، استغلال كل “فرصة ضئيلة” لتحقيق السلام في البلاد.

وقال الألماني بيرتس اليوم الثلاثاء في تصريحات لمحطة “دويتشلاند فونك” الألمانية الإذاعية، إن الأمر يتعلق حالياً بـ”دفع كلا الجانبين إلى التهدئة”، مضيفاً أنه تم بالفعل خلال اليومين الماضيين التفاوض على وقف إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات لأسباب إنسانية، إلا أنه تم كسر وقف إطلاق النار سريعاً رغم تعهدات الجنرالين المتعادين.

وقال بيرتس: “غالبية الشعب السوداني مستعد بالتأكيد لمستقبل سلمي”، مشيراً إلى أنه في أفضل الأوقات في السودان عاشت القبائل المختلفة معاً بسلام، ولا يوجد سبب يمنعهم من فعل ذلك مرة أخرى. ودعا بيرتس إلى وساطة دول مجاورة مثل مصر وجنوب السودان، وقال: “بالطبع إذا أراد رؤساؤهما استخدام نفوذهم لحمل الطرفين على وقف القتال، فسيكون ذلك موضع ترحيب كبير”.

اصابات وقتلى

وأسفرت الاشتباكات الطاحنة منذ اندلاعها السبت الماضي عن سقوط 144 قتيلاً مدنياً و1409 مصابين، وفقاً لما أعلنته لجنة أطباء السودان.

وقالت اللجنة، في منشور عبر حسابها في فيس بوك اليوم، إن هناك العديد من القتلى والمصابين لم يتم الوصول إليهم، وإنهم خارج نطاق حصرها.

وأضافت، أنه في ظل استمرار الاقتتال تتزايد معدلات القتلى والإصابات بوتيرة متفاقمة وتنذر بما لا يحمد عقباه من خسائر فادحة في الأنفس والأرواح البريئة، مشيرة إلى صعوبة إجلاء وحصر قتلى ومصابين وعالقين ومحتجزين آخرين.

ولفتت إلى أنه مما يزيد الأمر سوءاً خروج العديد من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة بسبب ضربها بالقذائف، وانقطاع التيار الكهربائي وشح الإمدادات والمعينات، عطفاً على استخدام بعضها كارتكازات وهو أمر يعتبر جريمة إنسانية وأخلاقية تنافي القوانين والنظم والتقاليد والأعراف.

 

وفي نفس الإطار، قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوم الثلاثاء، إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم وما حولها وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.

وقال رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان فريد أيور للصحفيين، “الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها”.
وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني “فسوف ينهار تقريباً”.

 

دقيقة – وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى