اتجاهاتصحف عالميةمقالات

فلسطين.. انتفاضة تلوح في الأفق

 

 

من يتابع مجريات الأحداث الفلسطينية التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة، حيث اقتحامات الاحتلال المتزايدة لجنين ونابلس وباقي المدن والأحياء الفلسطينية، وسياسة الاحتلال المتعمدة في هدم البيوت على رؤوس المطاردين المطلوبين، كما وقتل الفلسطينيين دونما تردد أينما كانوا وأياً كان عددهم، يتأكد بل يزيد يقينه بأن فلسطين ستكون قريباً على موعد مع ولادة انتفاضة جديدة أو هبة جديدة قد تبدأ أحداثها في رمضان.

 

إن سقوط عشرة شهداء أو سبعة في يوم واحد وفي اقتحام مباغت مموه، والإعدامات المتكررة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي للشباب الفلسطيني على الطرقات والحواجز لا مفر من أنه سيشعل فتيل نار الفلسطيني الذي يرفض أن تستمر حياته رهناً بيد جندي إسرائيلي يقتحم بيته ويعتدي عليه وعلى أفراد عائلته وقتما أراد.

 

لقد أكّدت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ بداية هذا العام هي الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة، منذ عام 2000 على الأقل، حيث وصلت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى (61 شهيداً).

 

استنكرت الوزارة هذا العدد الذي لم يسجّل خلال الشهرين الأولين في الأعوام الـ22 الماضية، حيث شهد شهر فبراير (شباط) الحالي، ارتقاء 26 شهيدًا في محافظات الضفة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

#الله_أكبر .. يجتاح فلسطين تلبية لـ”عرين الأسود” بعد مجزرة نابلس

 

اعتداءات جنونية، قتل متعمد، اقتحامات يومية متكررة، هدم البيوت وتفجيرها… كل هذا يشير إلى حالة من التخبط والتيه التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي وحكومته الجديدة بقيادة نتانياهو، حيث لم يستطع إيقاف ثورة الفلسطيني وعملياته الفردية الموجعة، التي أرهقت الاحتلال ومنظومته الأمنية وجهوده الاستخباراتية وبات عاجزاً أمامها.

 

اقرأ أيضاً:

 

كما يبدو أنّ الحكومة الإسرائيلية الجديدة على شفا هاويةٍ من السقوط في ظل الخلافات بين أعضائها ووزرائها. لاسيما خطة إصلاح القضاء والمظاهرات اليومية التي تخرج ضد حكومة نتانياهو. وقراراتها التي أغضبت الشارع الإسرائيلي حيث لا صدق ولا استقلال في عمل السلطات الثلاث.

 

المظاهرات الإسرائيلية للاحتجاج على خطة إصلاح القضاء، التي قد تزيد نفوذ الحكومة الإسرائيلية الجديدة في اختيار القضاة وتحد من قدرة المحكمة العليا على إلغاء التشريعات، تضع نتانياهو وحكومته في مأزق لن يخرج منه سوى بالخسارة.

 

إنّ حكومة تؤسس على أرض مسروقة وشعب مضطهد كيف لها أن تنجح. حكومة يرأسها من يقتل الأبرياء والشباب بدم بارد كيف تنجح. حكومة أعضاؤها ممن لوثت أيديهم بأموال منهوبة وقرارت عنصرية نازية لن تنجح.

 

اقرأ أيضاً:

 

لا شكّ بأن الاحتلال الإسرائيلي يتوقع زيادة التطورات واشتعالها في الأيام القادمة خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك. الذي تشهد خلاله القدس والمسجد الأقصى قدوم المسلمين المصلين والمعتكفين من كل مكان. وبالتالي زيادة فرصة الاحتكاك بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال المتمركزين على أبواب المسجد الأقصى وفي ساحاته.

 

بالإضافة إلى الأحداث المتوترة التي تشهدها مدن الضفة الغربية والقدس من سقوط الشهداء بدم بارد وهدم البيوت والتضييق على الفلسطينيين على الحواجز وفي الأزقة. تسوقنا إلى انتفاضة لا مفرّ منها يفجرها الفلسطيني بدمائه وإصراره على رفض الظلم والقتل المتعمد.

 

إن التشييع الجماهيري المهيب لجنازات الشهداء الفلسطينيين. الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس وجنين والمدن الفلسطينية. ليظهر حجم الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول خيار المقاومة وخيار السلاح كحل وحيد مع الاحتلال الإسرائيلي. ويحمل رسالةً مفادها “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” .. إلا بالقوة والسلاح، لا بالتطبيع والقمم والاتفاقيات.

 

 

دقيقة – بسمة عنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى