وأفادت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في بيان، عن رصدها “إصابات بمرض الكوليرا
في الرقة شمالاً، والريف الغربي لدير الزور شرقاً بكثرة”، مؤكدة تسجيل 3 وفيات.
وناشدت الهيئة “المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم
اللازم للحد من انتشار الكوليرا”.
مياه الشرب
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن انتشار المرض ناتج عن تلوّث مياه الشرب،
بسبب توقف السلطات المحلية عن توزيع مادة الكلور على محطات المياه خلال الأشهر
الثلاثة الفائتة، مشيراً إلى ظهور العديد من أعراض المرض لدى السكان بينها تقيؤ وإسهال وصداع.
ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات
الصرف الصحي، وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ.
وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاماً، تشهد سوريا أزمة مياه حادة، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
مصادر غير آمنة
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أدى النزاع إلى تضرر قرابة ثلثي عدد
محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال
احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة 70 % على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.
ونبّهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي،
إلى أن الوصول إلى مياه الشرب الآمنة يشكل تحدياً يؤثر على ملايين الأشخاص في
أنحاء سوريا، حيث باتت مياه الشرب متوفرة بنسبة أقل بـ40% عما كانت عليه قبل عقد من الزمن.
وقبل 2010، كان يحظى 98 % من سكان المدن و92% من المجتمعات الريفية بإمكانية
الوصول إلى مياه شرب نظيفة، وفق المصدر ذاته.
نقص التمويل
وتتضاءل قدرة المنظمات الدولية على تقديم الخدمات في هذا المجال جراء نقص التمويل.
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، شكلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة 4% فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سوريا خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.
ويشهد العراق المجاور منذ شهر يونيو (حزيران) موجة إصابات بالكوليرا أيضاً، للمرة الأولى منذ 2015.
ويصيب المرض سنوياً بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.
دقيقة – أ ف ب