اتجاهاتصحف عالميةمقالات

أوكرانيا وتجار الحروب

 

 

يبدو الرئيس الأوكراني زيلينسكي كشخص مدلل لدى الغرب، كلما أًغدقت عليه الهدايا راح يتوسل: هل من مزيد.

 

ومع أن دولاً غربية أصبحت فعلاً متورطة في الحرب الجارية مع روسيا على الأراضي الأوكرانية، من خلال الأسلحة النوعية التي تمدّها لكييف والمتزايدة عدداً يوماً وراء يوم وأسبوعاً وراء أسبوع وشهراً وراء شهر، ومن خلال المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي توفرها أقمارها الصناعية لها، حول مواقع وتحركات القوات الروسية، وسوى ذلك من أوجه الدعم، فإن زيلينسكي ما انفك يستنجد: “العدو” متفوق علينا بكثير في العدد والعداد، وإذا خسرنا الحرب فإن الدور، بعدنا، آت عليكم.

 

بنظرة على مسار المعونات العسكرية الغربية خلال العام الذي قطعته الحرب منذ اندلاعها، نجد أن العواصم الغربية بقيادة “الناتو” تتجاوز بوتيرة متصاعدة المحاذير التي كانت قد وضعتها أمام نفسها في البداية، حول حجم ونوع الأسلحة التي تزود بها كييف، مخافة التورط في حرب مباشرة مع روسيا.

 

وها هي بعد أن قررت تزويدها بدبابات وصواريخ متطورة، جزء كبير منها ألمانية الصنع، تدرس تزويدها بطائرات مقاتلة حسب ما صرّح الأمين العام ل”الناتو”، ينس ستولتنبرغ، وهي أحدث طلبات المدلل زيلينسكي.

 

اقرأ أيضاً:

 

لكي نستوعب بصورة أفضل أن المواجهة الجارية في أوكرانيا، هي بين روسيا من جهة و”االناتو” من جهة أخرى. علينا أن نقف عند قول أمين عام الحلف في التصريح إياه: إن القوات الأوكرانية تستهلك كمية أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف، وهذا الأمر يعرض صناعاتنا الدفاعية للضغط.

 

مؤكداً: نعم لدينا مشكلة، نعم، هذا تحد، مشيراً إلى أن الحلف بدأ في اتخاذ تدابير لزيادة القدرات على المدى القصير. لكن هذا، برأيه، غير كاف، ومطلوب تدابير على المدى المتوسط. وليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن تناقص مخزون الأسلحة والذخائر في الترسانات الغربية. بسبب كثرة ما ضخ ويضخ منها إلى كييف، دون إحداث تحوّل استراتيجي يعتد به في مسار الحرب.

 

الكرملين: الناتو يبذل قصارى جهده لمعاداة روسيا

 

كان بوسع الغرب منذ الأسابيع الأولى للحرب أن يدفع في اتجاه تسوية مع روسيا، تضمن لأوكرانيا استقلالها. عبر سياسة محايدة تطمئن من خلالها روسيا إلى أمنها وسلامة حدودها.

 

ولكن هذا الغرب آثر الخيار النقيض، ليس فقط من منطلق الاعتقاد بأن هذا سيورط روسيا طويلاً في مستنقع الحرب، وإنما لأن مصالح المجمع العسكري – الصناعي الغربي اقتضت تصعيداً مثل هذا يضخ عليها المليارات.

 

 

 

حسن مدن – الخليج

المصدر
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى